المغرب العميق سيعاني الويلات جراء هذه الهزة الزلزالية

مشاهد بريس

ومن سكن تلك المناطق سيدرك حجم المعاناة التي تنتظر هؤلاء كان الله في عونهم.

كثيرة هي المشاكل والصعوبات التي يعانيها يوميا سكان القرى الجبلية، والتي تحول الحياة إلى معاناة لا تنتهي، فالعزلة وقساوة الظروف الطبيعية وهشاشة البنية التحتية تتحد مع الفقر لتنغص عليهم العيش بين جبال الأطلس التي ورثوا حبها أبا عن جد.

في الأيام العادية غالبية الساكنة توفر قوت يومها بصعوبة بالغة، فما بالك الأن، خاصة وأن أمامنا من فقد منزله كيف سيعيد بناؤه، نساء وأطفال فقدوا من يعيلهم، تركوا أمام وحشية المنطقة وصعوبة الواقع وغلاء المعيشة…

لعصور كنا نعاني والمعاناة مستمرة أمام شهور من البرد وأمتار من الثلوج تنتظر وجوها بريئة لم تنل حقها ولم تحفظ انسانيتها ولم تحترم كرامتها، آنذاك كان الجميع على الأقل يمتلك بيتا يحتمي به من مرارة الطقس.

فما السبيل الأن؛ شهور قادمة تتحد فيها مرارة الفقد ووعورة المنطقة وآلم البرد أمام مفقود دون جدران يحتمي بها.

حينها لن ينفعك حتى مقولة نفترش الأرض ونجعل من السماء لحافا بل سيكون باطن الأرض نهايتك.

لا يسعنا إلا الترحم على موتاكم و الصبر لأحيائكم ولا نقول إلا ما يرضي الله يا ساكنة أداسيل، امي ندونيت، أيت حدو يوسف، امزوضة، الزاوية النحلية،… وجميع جماعات إقليم شيشاوة واقليم تارودانت.

ساكنة من طينة أخرى لا يراهنون إلا على قوت يومهم، فقر الكبار وبراءة الصغار، كنا نسمع عن المغرب العميق، لكن لم نكن أظن أنه بهذه الشراسة، حتى رأينا بأم أعيننا أحوالكم وعشنا معكم مشاكلكم البنيوية.

صيفكم أظلم من خريفكم وشتائكم، ربيعكم أناني حتى النخاع لنتأكد أن ما وقع بالأمس مؤامرة من الطبيعة التي ظننا أنها تهادنكم بعد أن طوعتم جبالها لتنتج مالذ وطاب لينعم بها الآخرون، بعد بيعها في الأسواق الاسبوعية بثمن بخس تنفقونه في شراء الشاي والسكر والدقيق.

من اليوم لاتثقوا في الطبيعة وجبالها الخائنة التي لم تعد تؤتمن.

ولا تقنطوا من رحمة الله هو وليكم ونعم البصير.

من لا يريد التضامن، من لم يكن ابن الجود، من لم يعرف طعم السخاء سيجد الف عذر،
الحمد لله على كل حال ورب ضارة نافعة ،الزلزال ابان عن هشاشة المغرب العميق وعلى الدولة أن تولي المناطق النائية حقها من التنمية ،إذ تبدي الصور ضعف البنيات التحتية والطرق والمستشفيات و…و….و…و…. واشكال البناء الترابي وأوضاع الناس وهشاشتهم.

أولا، نطلب من الله ان يرحم جميع الشهداء، وأن يشفي المصابين و ان يرزق اهاليهم الصبر والسلوان ، أما بالنسبة للمنكوبين، فاتمنى أن يدشن جلالة الملك “حساب التكافل” لكي يحفز المسؤولين والمنتخبين والشركات واغنياء المغرب بحدو هذه المبادرة، كما وقع خلال موجة كورونا، ثانياً ، اتساءل ما جدوى “صندوق الكوارث” الذي يساهم فيه المواطن ب200 درهم عند أداء واجب التامين و..و..و….؟ وما خفي كان أعظم…!!!!