مشاهد بريس
غطت مياه الأمطار التي عرفتها مدينة القليعة خلال اليومين الأخيرين، معظم الشوارع والأزقة، مسببة في مشاكل كثيرة للمواطنين، وبفعل ذلك تحول أحياء بنعنفر إلى بركة كبيرة تملؤها المياه، ولم يستطع الكثير من السكان ولوج المرافق العمومية ولا حتى الخروج لقضاء حوائجهم في ظروف مناسبة، وذلك بعد أن أغلقت المجاري، وافتقاره لقنوات تصريف مياه الأمطار حيث أصبح الأمر بوسطها شبيه ببحيرة كبيرة.
الأوحال بدورها فعلت فعلتها وزادت الطين بلة. الراجلون غرقوا في المياه الراكدة والأوحال لأخمص قدميهم، كما اضطر معظم ساكنة الحي لوضع الأحجار والصناديق وسط الطريق لضمان تخطي المياه الراكدة.
العديد من ساكنة مدينة القليعة تساءلوا عن الإجراءات التي اتخذتها جماعة المدينة، وكذلك مصير الأموال المرصودة لتأهيل المدينة، من إنشاء قنوات تصريف مياه الأمطار معزولة عن قنوات تصريف مياه الواد الحار، علاوة على الأحجار والأتربة التي تراكمت على الشوارع والناتجة عن الأشغال الغير المستكملة ببعض الأحياء، وكانت ساعة من زخات مطرية هطلت على المدينة كافية على إغراق شوارعها.
من جهة أخرى يتساءل الرأي العام المحلي، من جدوى مشاريع التأهيل الحضري للمدينة، إذا لم تعمل على إنهاء مشكل الفيضانات التي تغرق فيها مختلف أحياء القليعة، بتساقط ملمترات معدودة من الأمطار بين كل لحظة وأخرى، وكذا عن دور عمالة انزكان ايت ملول، في تتبع المراحل النهائية لهذه المشاريع، بالشفافية المطلوبة، لدعم مسلسل محاربة الفساد وربط المسؤولية بالمحاسبة، في قضايا إدارة وتسيير الشأن المحلي، واعتبر أن غياب الرقابة المطلوبة يؤثر سلبيا على جودة الأشغال، حيث بعضها يخرج في حلته الأخيرة بشكل متناقض مع ما هو موجود في دفاتر التحملات، وهو ما يخالف ما ورد في مرسوم 20 مارس المتعلق بالصفقات العمومية.
العربي كانسي منسق حزب التقدم والاشتراكية من المعارضة أكد ضمن تصريح لمشاهد بريس “أن جماعة القليعة استعملت قنوات واد الحار لافراغ مياه الامطار فيها وهذا سيسبب مشكل كبير في محطة المعالجة التي خصصت لها الدولة مبلغ كبير جدا اكثر من 17مليار سنتيم لاخراجها الى الوجود، وستؤتر عليها مياه الأمطار لا محالة.
وأضاف “كانسي” ان تدفق المياه العادمة المعروفة بـ”مياه واد الحار” واختلاطها بمياه الأمطار بشكل كبير تسبب في تشكل بحيرات مائية وانبعاث روائح كريهة، مما وجب على المسؤولين التدخل قبل وقوع كارثة بيئية حقيقية.
من جهته، عبر “محمد مكدر” منسق فريق المعارضة لمجلس الجماعة عن “تخوفه الشديد أن تكون أحياء أخرى بالقليعة من قبيل سيدي داوود والتقدم ينطبق عليه نفس الكارثة على أحياء بنعنفر والخمايس” حيث سجلنا – يقول مكدر- صدمة غير متوقعة أن يقوم المجلس الجماعي باتخاذه حل ظرفي وترقيعي في ربط قنوات الصرف الصحي بمياه الامطار، دون مراعاة لمستقبل ومصلحة المدينة تنمويا، ومعتبرا ذلك إهانة لمواطني القليعة وتهديد صحتهم وسلامة عيشهم الكريم”.
هذه الإنسيابية في اتخاد مثل هذه القرارات الغير مسؤولة في ظل تخصيص اموال طائلة من الدولة ستؤدي الى كارثة لا محالة في هذه المحطات التي لم يتجاوز عمر انشائها سنة بالاحياء المذكورة – حسب تعبير منسق فريق المعارضة لمجلس جماعة القليعة .