مشاهد بريس
تجسد ورشة النسيج التقليدي التابعة لتعاونية “إيسوا” بمدينة الشماعية التابعة لإقليم اليوسفية، نموذجا للتضامن الفاعل إزاء النساء المنحدرات من الأوساط الفقيرة.
ويتمثل تصور هذا المشروع، الذي رأى النور في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ولاسيما في برنامجها الثالث “تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب” في شقه المتعلق بدعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، في دعم نساء المدينة والقرى المجاورة، عبر استفادتهن من تكوين في مجال النسيج التقليدي.
ويتوخى هذا المشروع المساهمة في تحسين الشروط الاقتصادية والاجتماعية للنساء في وضعية هشاشة أو اللواتي يعانين من إعاقة، عبر تعزيز قابلية التشغيل لديهن، وتمكينهن من تعلم مهنة والاندماج في سوق الشغل وتحقيق استقلاليتهن المادية.
ويعد هذا الفضاء التعليمي، الواقع بقلب المركب الاجتماعي متعدد التخصصات بالشماعية، نتاج شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (تجهيز المحل والتمويل بـ60 ألف درهم)، وتعاونية “ايسوا” للنسيج التقليدي، ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط عبر “آكت فور كوميونتي”.
ويضم هذا المشروع الاجتماعي والتضامني في المجموع 17 منخرطا، من ضمنهم ثلاث نساء من ذوي الاحتياجات الخاصة، إذ يساهم في نقل الخبرة في المجال، قصد الترويج لبعض الزرابي التقليدية بالمنطقة، على غرار “الزربية الحمرية” المصنوعة من القطن.
ويتم تلقين مهن النسيج للمستفيدات في احترام تام للتدابير الحاجزية المعتمدة من قبل السلطات المختصة لمكافحة انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)، وذلك حسبما عاينته القناة الإخبارية (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء.
وبالمناسبة، أبرزت رئيسة تعاونية “إيسوا”، السيدة عزيزة البستاني، الدور الكبير الذي تلعبه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، باعتبارها ورشا ملكيا كبيرا، للتخفيف من معاناة النساء المنحدرات من أوساط مهمشة، أو من ذوات الاحتياجات الخاصة، معبرة عن امتنانها لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على العناية التي ما فتئ جلالته يوليها لمجموع مكونات المجتمع المغربي.
وأشادت السيدة البستاني، في تصريح للقناة الإخبارية (M24)، أن هذا المشروع مكن المستفيدات من تحسين وضعيتهن الاقتصادية والاجتماعية، والتوفر على مصدر دخل، معبرة عن يقينها إزاء مستقبل هذا المشروع، وذلك بفضل المبادرة ومواكبة السلطات الإقليمية ومختلف المتدخلين.
ويهم البرنامج الثالث من المبادرة، القائم على “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، مواكبة الشباب المقاول وحاملي المشاريع، والمساهمة في تطوير إدماج الشباب في سوق الشغل وتعزيز حظوظهم عبر ملاءمة مؤهلاتهم وتطوير مهاراتهم الفنية، بالإضافة إلى دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني ووضع إطار مؤسساتي يشجع على التنسيق بين مختلف المتدخلين في مجال الإدماج السوسيو-اقتصادي للشباب.