مشاهد بريس
بحث المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير مصطفى الكثيري مع وزير الدولة البلجيكي أندريه فلاهو ، يوم أمس الثلاثاء بالرباط ، تحضيرات عقد ندوة دولية حول معركة (جومبلو – شاستر).
وعلم لدى المندوبية السامية أن هذه الندوة العلمية ، المقررة في ماي 2023 ، ستركز على ” مساهمة إفريقيا في محاربة الشمولية وأثر تجربة الحرب هاته على المجتمعات، وكذا حول مسلسل تحرر الشعوب ” .
وأبرز السيد الكثيري، في تصريح للصحافة ، أن المباحثات تناولت بعض أوجه التعاون المغربي – البلجيكي، منها يتعلق بملف الجنود المغاربة الذين ناضلوا إبان الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) إلى جانب قوات الحلفاء، حيث سقط عدد منهم في ميدان الشرف خلال معركة جومبلو الشهيرة.
وقال إن هذه المعركة تمثل ” أحد الأحداث البطولية التي خاض غمارها الجنود المغاربة ببسالة وشجاعة وشهامة “.
وكانت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير قد وقعت ، في هذا الصدد ، اتفاقية تعاون وشراكة ، في شهر ماي الماضي ، مع معهد التراث الحربي البلجيكي ومؤسسة أرشيف الدولة البلجيكية، تتضمن تنظيم عددا من الأنشطة منها مناظرة دولية مغربية متعددة الأطراف، يشارك فيها وفود من المغرب وبلجيكا وفرنسا ومن بلدان إفريقية.
ومن جانبه، أكد السيد فلاهو ، في تصريح مماثل ، أن مشروع هذه المناظرة يروم جمع كافة البحوث حول معركة جومبلو من أجل تحسيس الأجيال الحالية والمستقبلية بالتضحيات التي بذلها الجنود المغاربة من أجل الدفاع عن الحريات.
وتابع المسؤول البلجيكي أن ” المبادرة تأتي في ظرفية هامة، حيث تبحث أوروبا عن نفسها في خضم حرب تستقطب كل الاهتمامات “، مسجلا أنه من الضروري اليوم التذكير بمحور التضامن الذي كان قائمًا على الدوام بين أوروبا وإفريقيا.
وشدد على ” أهمية التذكير بهذه التضحيات سواء لطلبتنا أو للباحثين، للتأكد من أن هذه الذاكرة الجماعية تعمل كأساس لإعادة إطلاق أواصر الأخوة والتضامن التي ينبغي تعزيزها بين أوروبا وإفريقيا “.
يذكر بأنه في 14 ماي 1940، وصل الفوج السابع للجنود المغاربة إلى الجبهة مشيا على الأقدام في رحلة دامت يومين، ليدخلوا في معارك مع القوات النازية. وقد تحمل الجنود المغاربة الجزء الأكبر للهجوم الألماني وتصدى له رغم الخسائر الكبيرة في الأرواح.