مشاهد بريس
تعيش مدينة الدشيرة الجهادية على إيقاع مظاهر سلبية تحول دون انطلاق تنمية حقيقية ، من بين هذه المظاهر التي باتت مألوفة لدى الجميع إنها ظاهرة الإجهاز على الملك العمومي وتشييد البناء عليه .
فبالرغم من الإنجازات التي تم تحقيقها على مستوى برنامج مدن بدون صفيح أو مدن نظيفة، والتي أظهرت مدى جدية الدولة وحزمها للحد من كل مظاهر البناء العشوائي الذي أضحى يعرف أبعادا مختلفة، فإن ذلك لم يمنع استمرار مظاهر العشوائية في تدبير قطاع التعمير الذي يتسم عموما بالفوضى واللامبالاة.
ومن النماذج الصارخة للتطاول على القوانين المنظمة للتعمير بساحة الحفلات، قيام مالك مقهى بالساحة بالإجهاز على الملك العمومي بشكل عشوائي وتسييجه وضمه إلى ملكه الخاص وبناء كراج خلف المقهى بدون ترخيص ودون أن يحرك المجلس ساكنا.
إن سبب هذه التلاعبات الحاصلة في ميدان التعمير ناتج بالأساس عن غياب مراقبة المجالس البلدية بصفتها المسؤولة عن التعمير ، بالإضافة إلى السلطات المحلية.
فعلى المجالس الجماعية أن تتعامل مع المواطن بمنطق القانون في مجال التعمير، لخدمة الصالح العام، عن طريق تحقيق التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية…، لا أن تتعامل بمنطق الولاء السياسي حيث أن مسيرو المجالس الجماعية لا يطبقون قانون التعمير على المخالفين لضوابطه، والذين صوتوا عليهم لنيل مقعد الرئاسة ، وذلك ضمانا، وحفاظا على الأصوات، والأوراق الانتخابية في الاستحقاقات المقبلة.
المسؤولية تدعو التدخل بإنشاء لجنة خاصة لرصد مخالفات التعمير و التي أضحت منتشرة بشكل مهول بالمنطقة و التي لاتلتزم في الغالب بمعايير السلامة ، الشيء الذي يشكل خطرا محدقا ، و الضرب بعصا من حديد على يد كل من سولت له نفسه التستر على الخروقات .