شعيب خميس/ مشاهد بريس
في منطقة حيوية تربط بين إنزكان وأكادير بالمغرب، بالقرب من القصر الملكي، شهدت المنطقة مؤخرًا ظاهرة جيولوجية مثيرة للاهتمام والقلق، تمثلت في حدوث خسف أرضي مفاجئ على أحد الطرق الرئيسية. هذا الحدث أثار تساؤلات حول أسباب تكوُّن الفراغات الأرضية، وتداعياتها على البنية التحتية والسلامة العامة، فضلًا عن الاستجابة الرسمية والشعبية له.
لاحظ سائقو المركبات العابرة على الطريق الرابط بين إنزكان وأكادير (المعروف بكثافته المرورية) خسف على شكل حفرة دائرية الشكل بقطر يقارب 5 أمتار وعمق يتجاوز 3 أمتار، مما أدى إلى إغلاق جزء من الطريق وتحويل حركة المرور. الحادث وقع على بعد أقل من كيلومترين من المنطقة المحيطة بالقصر الملكي بأكادير، مما أضفى أهمية استثنائية على سرعة التعامل مع الموقف.
تشير التحليلات الأولية لعلماء الجيولوجيا إلى أن تكون الخسف قد يكون نتيجة لعوامل متداخلة:
- التركيبة الجيولوجية للمنطقة:
تقع أكادير وإنزكان في منطقة سوس-ماسة، التي تُعرف بتربة رسوبية وهشة أحيانًا، خاصة مع وجود طبقات من الحجر الرملي والطين التي قد تذوب أو تتراخى بفعل تسرب المياه الجوفية. - الأنشطة البشرية:
- الإفراط في استخراج المياه الجوفية للزراعة أو الاستخدام الحضري، مما يؤدي إلى هبوط التربة.
- أعمال البناء الكثيفة أو وجود شبكات صرف صحي قديمة تتسبب في تآكل الطبقات التحتية.
- العوامل المناخية:
هطول أمطار غزيرة مؤخرًا في المنطقة ربما زاد من ضعف التربة، خاصة إذا صاحبها تسرب للمياه إلى طبقات تحتية.
التداعيات: أكثر من مجرد حفرة!
توقف حركة النقل بين نقطتين اقتصاديتين رئيسيتين، ما أثر على نقل البضائع والخدمات.
الخوف من توسع الخسف أو تكراره بالقرب من مناطق سكنية أو مرافق حيوية مثل القصر الملكي.
من المفترض تسليط الضوء على ضرورة مراجعة شبكات الصرف الصحي وخطط التوسع العمراني.
- إجراءات طارئة:
- فرق الامن والوقاية المدنية قامت بعزل المنطقة
- لجنة فنية من المعهد الوطني للجيولوجيا (المغربي) بدأت تحليل عينات التربة لتحديد السبب الدقيق.
- حلول طويلة الأمد:
- اقتراح استخدام تقنيات مثل الرادار المخترق للأرض (GPR) للكشف عن الفراغات تحت الطرق.
- مراجعة سياسات البناء واستخراج المياه في المناطق الحضرية الحساسة.
والدكتور علي الهراس، جيولوجي مغربي متخصص، يوضح:
“منطقة سوس-ماسة معرضة لمثل هذه الأحداث بسبب تاريخها الجيولوجي، لكن التدخل البشري يزيد المخاطر. يجب دمج دراسات المخاطر الجيوتقنية في كل مشروع تنموي، خاصة قرب منطق حيوية مثل”. القصر الملكي”
كما يجب توعية السكان عبر نشر ثقافة الإبلاغ الفوري عن أي تشققات أو هبوط في الطرق.
عبر إنشاء نظام إنذار مبكر يعتمد على البيانات الجيولوجية والمناخية. -وتصميم بنية تحتية مرنة قادرة على تحمل التغيرات الأرضية.
الحادث ليس مجرد حادث عابر، بل جرس إنذار لضرورة الموازنة بين التنمية والحفاظ على التوازن البيئي. القرب من القصر الملكي — رمز الاستقرار — يجعل من هذا الحدث درسًا في أهمية حماية الأرض التي نسير عليها جميعًا.