مشاهد بريس
افتتحت مساء أمس الخميس بأكادير، فعاليات النسخة التاسعة من المعرض الجهوي للمنتوجات المحلية، تحت شعار ” المنتوجات المحلية والتغيرات المناخية: رهانات الاستدامة والتكيف “.
ويهدف هذا المعرض، الذي جرى حفل افتتاحه بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، إلى المساهمة في تطوير وتعزيز المنتوجات المحلية وخلق دينامية اقتصادية في الجهة.
كما يساهم هذا الحدث المنظم إلى غاية 15 غشت الجاري، والمندرج في إطار تنفيذ استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” بجهة سوس ماسة، في تشجيع روح المقاولة وريادة الأعمال عند الشباب والنساء ويشكل فرصة لتوعية الفلاحين للانخراط في برنامج الحماية الاجتماعية.
ويعد هذا الملتقى، موعدا سنويا للمهنيين والفلاحين والفاعلين في القطاع، كما يشكل فرصة لتعزيز المقاربة المجالية وخلق فضاء للتبادل بين المهنيين ومختلف الفاعلين، ولتوطيد التعاون والشراكة بين مختلف الفاعلين والتنظيمات المهتمة بتطوير المنتوجات المحلية.
وفي تصريح لوسائل الإعلام ، قال السيد صديقي، إن تنظيم هذا المعرض، يندرج في إطار تنزيل استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030″، التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك محمد السادس، مضيفا أن هذه التظاهرة تشكل فضاء للتسويق وتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين مختلف الفاعلين في قطاع المنتوجات المحلية، لاسيما التعاونيات النسائية.
من جانبه، أبرز رئيس الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة، يوسف جبهة، أن هذا المعرض الممتد على مساحة 4500 متر مربع، يعرف مشاركة حوالي 230 عارضا من تعاونيات المنتوجات المحلية التي تمثل كافة جهات المملكة، وكذا من دول السنغال وساحل العاج.
وحسب المنظمين، يستقبل هذا المعرض فاعلين مؤسساتيين للتنمية الفلاحية والقروية، إذ من المتوقع أن يستقطب أزيد من 100 ألف زائر.
ويقدم المعرض للزوار والمشاركين، برنامجا غنيا بالأنشطة، ضمنها ورشات للتذوق وندوات علمية وورشات تقنية تهدف إلى تقوية القدرات التقنية للمشاركين، حول مواضيع مختلفة، تتعلق بجودة الزيوت الغذائية للأركان وزيت الزيتون، وتقنيات التسويق والولوج للأسواق، والزراعات المقاومة للتغيرات المناخية، وشواهد الاعتماد الصحي لوحدات تثمين المنتوجات المحلية، إضافة إلى تنظيم أنشطة فنية وفلكلورية وثقافية.
تجدر الإشارة إلى أن، المنتوجات المحلية بالمغرب، تتوفر على قدرات إنتاجية مهمة، تفوق مليوني طن في السنة، وتمكنت من تحقيق رقم معاملات يناهز 14 مليار درهم سنويا، حيث يشتغل اليوم بمجال المنتوجات المحلية، أزيد من 5000 تجمع للمنتجين (تعاونيات، مجموعات ذات النفع الاقتصادي، اتحادات…)، تمثل أكثر من 70 ألف منخرط، من بينهم 40 في المائة نساء.
وتتميز جهة سوس ماسة بثرواتها الفلاحية الهامة، وتزخر بتنوع منتوجاتها المحلية، منها على الخصوص الأركان والعسل والتمور واللوز والحناء والنباتات الطبية والعطرية والكبار والزعفران والحلزون والصبار والورد والكسكس والزيتون.
ويمثل إنتاج الجهة جزءا مهما من الإنتاج الوطني من زيت الأركان والزعفران، كما تتميز أيضا بمنتوجات عسل الزعتر والدغموس وكذا التمور واللوز والحناء.
للتذكير، فإن استراتيجية الجيل الأخضر تهدف إلى مواصلة تقوية وتعزيز برنامج تنمية المنتوجات المحلية، لا سيما من خلال مواصلة إجراءات المواكبة والتأطير لتجمعات المنتجين ودعم الترميز، والترويج لهذه المنتوجات على الصعيدين الوطني والدولي، وتعزيز القدرات التقنية والإدارية والتجارية للتجمعات المستهدفة من أجل الارتقاء بها إلى مستوى التنظيمات المهنية المقاولاتية.