طرزا يوسف
إن للعمل الجمعوي دور طلائعي يروم ترقية المواطن وتأهيله، ومن مقوماته: الطوعية والتنظيم والاستقلالية وخدمة الصالح العام وعدم السعي للوصول الى السلطة وعدم اللجوء الى العنف، ومن مزاياه: ترسيخ الثقافة الديمقراطية وتوسيع قاعدة المهتمين بالمصلحة العامة وفي الختام امتصاص الاحتقان السياسي والاجتماعي وتلبية الاحتياجات المتعددة والمتنوعة للأفراد من خلال الانخراط في الأنشطة الجمعوية التي تتلاءم مع تخصصاتهم و ميولاتهم و تطلعاتهم.
لقد تركت الدولة بكافة أجهزتها المجال مفتوحا على مصرعيه في ظهور العديد من جمعيات المجتمع المدني باختلاف مسمياتها ورؤيتها ورسالتها وبرامجها، إيمانا منها بدور هذه الجمعيات في توظيف مبدأ المشاركة في التنمية المحلية والاجتماعية والاقتصادية، ومما لاشك فيه و من باب الإنصاف في قيمة بعض الجمعيات، البعض منها قد تركت بصمات قوية وانجازات تشفع لها البقاء وكسبت قلوب الجميع ، بالمقابل هناك جمعيات لم تلبي الطموحات المرجوة منها.
لقد أصبح عدد من جمعيات المجتمع المدني بإقليم إنزكان في مهب
الريح بعد أن فقدت السيطرة على المقود للامساك بزمام الأمور، والذي زاد الطين بله
هو عدم تميزها بالمصداقية، بحيث أضحت الآن تشتغل بلا رؤيا وبلا أهداف واضحة، وذلك
بعد اقتحام بعض الوجوه لميدان المجتمع المدني، وأغلب هذه الوجوه تخدم لصالح أجندة حزبية لا علاقة لها بالعمل الجمعوي ، وأصبح الكل يسعى بشكل سريع إلى تأسيس جمعية لأغراض سياسية تخدم
مصالحه أحزاب سياسية، في حين المصلحة العامة لمجتمعنا تضرب بعرض الحائط، الشيء
الذي يستعدي تدخل جهات خاصة تحقق في الأمر، للكشف عن خفايا وأسرار قد تفجر فضائح
من العيار الثقيل.