مشاهد بريس
أبرم فندق ورياض الناعورة باريير، يوم امس السبت الجاري بمراكش، اتفاقيتي شراكة مع العصبة المغربية لحماية الطفولة (فرع مراكش) ومركز التكوين والتأهيل في حرف الصناعة التقليدية بجهة مراكش-آسفي، وذلك قصد مواكبة الحرفيين والأطفال في وضعية صعبة وهشة.
وتهدف هاتان الاتفاقيتان، بالأساس، إلى دعم ومواكبة الحرفيين التقليديين والمساهمة في حماية الأطفال في وضعية صعبة وهشة، خاصة أن هاته الفئات الاجتماعية تأثرت بشكل كبير بالأزمة الصحية الحالية وعواقبها الاقتصادية والمالية.
وبمقتضى الاتفاقية الأولى المبرمة مع العصبة المغربية لحماية الطفولة (فرع مراكش)، يدعم فندق ورياض الناعورة باريير-مراكش، العصبة عبر اتخاذ سلسلة من الإجراءات على المدى القصير والمتوسط والطويل بهدف توعية الرأي العام بضرورة المساهمة في دعم مشاريع العصبة ومساعدة الأطفال المتخلى عنهم أو في وضعية صعبة.
وتتمثل هذه الإجراءات خصوصا في تنظيم معرض لفن الخط العربي في فندق الناعورة باريير الذي سيتم تخصيص إيرادات مبيعاته بالكامل للعصبة المغربية لحماية الطفولة (فرع مراكش) وتنظيم ورشة لتعليم الطهي لفائدة طهاة العصبة المغربية لحماية الطفولة تحت إشراف الطباخ عصام الغاشي.
وبالمناسبة، أكد رشيد السودي، المدير العام لفندق ورياض الناعورة باريير-مراكش، أن “واجبنا يدعونا للتفاعل مع الديناميات الاجتماعية بمدينة مراكش ومحاولة بناء نظام تضامني رفقة مختلف الجهات الفاعلة في هذا المجال”.
وأضاف السيد السودي “تعد العصبة المغربية لحماية الطفولة، فرع مراكش، أحد المراكز النموذجية في المغرب ويشرفنا أن نساهم في المساهمة في الحفاظ على الزخم الذي راكمته”.
من جانبها، أبرزت لمياء الأزرق، رئيسة العصبة المغربية لحماية الطفولة (فرع مراكش) أن “رسالتنا تتمثل في توفير الحماية للأطفال المتخلى عنهم والأطفال في وضعية صعبة وهشة، لكن الأزمة الصحية الحالية أثرت بشكل كبير على أنشطتنا مع انحسار الموارد وتفاقم المصاريف”.
وقالت الأزرق “نحن سعداء جدا بهذه الشراكة التي تسمح لنا بالعمل على تحقيق أهدافنا المتمثلة في استقبال المزيد من الأطفال في أفضل الظروف الممكنة”.
وبخصوص الاتفاقية الثانية، فإن التعاون بين فندق ورياض الناعورة باريير-مراكش ومركز التكوين والتأهيل في حرف الصناعة التقليدية يندرج في إطار بلورة مبادرات مستدامة تروم المساهمة في إنعاش القطاع السياحي في مراكش الذي يعد مصدر رزق للعديد من العائلات المراكشية.
وسيعزز هذا الالتزام أيضا، سياسة الفندق المتمثلة في اعتماد سياحة مسؤولة ومواطنة من خلال اتخاذ سلسلة إجراءات ملموسة.
وفي هذا الصدد، قال رشيد السودي، المدير العام لفندق ورياض الناعورة باريير-مراكش “لقد اتخذنا سلسلة من الإجراءات والقرارات لتعزيز مقاربتنا التضامنية تجاه جميع الفاعلين غير المباشرين في قطاع الفندقة، بما في ذلك الحرفيين التقليديين. لقد وضعنا رهن إشارة مركز التكوين والتأهيل في حرف الصناعة التقليدية فضاء دائما لعرض منتجاتهم في الفندق”.
من جانبه، أكد عبد العزيز الرغيوي، مدير مركز التكوين والتأهيل في حرف الصناعة التقليدية “لاحظنا هذه السنة تراجعا شديدا في مبيعات منتجات الحرف اليدوية في مراكش، مما أثر بشكل كبير على حياة الحرفيين التقليديين”.
وأضاف السيد الرغيوي أنه “يمكن أن تساهم مبادرة فندق ورياض الناعورة باريير-مراكش في مساعدة الحرفيين التقليديين على التعافي من أزمتهم المالية والاقتصادية من خلال عرض منتجاتهم للسياح بشكل مباشر”.
وتعد العصبة المغربية لحماية الطفولة، جمعية مغربية ذات طابع وطني، تعمل منذ تأسيسها سنة 1954، على تحسين جودة استقبال ورعاية الأطفال في وضعية صعبة والنهوض بأوضاعهم وصيانة حقوقهم الأساسية.
واعتبارا لكونها منظمة غير حكومية دون هدف ربحي وذات منفعة عامة، فإنها تعتبر فاعلا جمعويا نشيطا على الصعيد الوطني، تهتم بقضايا الأطفال في وضعية هشاشة، و لاسيما الأطفال في وضعية الإهمال والإعاقة، وكذا الأمهات في وضعية صعبة.
من جهته، يندرج مركز التكوين والتأهيل في حرف الصناعة التقليدية بجهة مراكش-آسفي، الذي تم تشييده على مساحة 6828 متر مربع، منها 5100 متر مربع مغطاة، ضمن البرنامج المسطر من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن الذي يشمل إحداث أربع مراكز مرجعية تهدف إلى تمكين الشباب من تكوين مؤهل يتلاءم مع الواقع الاقتصادي والاجتماعي لقطاع الصناعة التقليدية من خلال تبني مقاربة التكوين بالتدرج والتكوين المستمر.
والتكوين بالتدرج هو تكوين عملي في الشركات خلال ما لا يقل عن 80 في المئة من مدته الإجمالية، ويتم استكمال 10 في المئة على الأقل من هذه المدة بتكوين عام وتقني. وتتمثل مهمة التعليم المستمر في تطوير خبرة الحرفيين وتقوية مهارات الموارد البشرية في الشركات من أجل تحسين إنتاجيتهم وقدرتهم التنافسية.