مشاهد بريس /متابعة
في الرباط، كما هو الحال في كل مدن المغرب وخارجه، أخذ نطاق خدمة توصيل الطلبات إلى المنازل يتسع على نحو كبير. فصار تناول الطعام، أو التسوق، متى رغب فيهما الشخص وحيثما تواجد، مقرونين ببضع نقرات على الهاتف الذكي أو الحاسوب… يليها بعد بضع دقائق توصيل الطلب.
يتسلل عمال التوصيل على متن دراجاتهم النارية بين العربات في الشوارع المكتظة بالمدن الكبرى. يخترقون الصفوف وأعينهم لا تفارق شاشة الهاتف المحمول التي تؤشر، بواسطة تقنية تحديد المواقع (GPS)، على مسار وجهاتهم. فهم يسابقون الزمن لإيصال الطلبات المرتبة بعناية داخل صناديقهم في أقرب وقت، ليُطرح السؤال حول مدى احترامهم لقانون السير ؟
الواقع أن سلوك بعض عمال توصيل الطلبات على الطرقات بات موضع تساؤل، ذلك أن هاجس الوقت يسيطر عليهم أثناء عملية “البحث عن الزبون”، ويساورهم القلق حول إمكانية تقاضي ثمن الطلبية التي يقومون بإيصالها من عدمه.
هذا ما أكده كريم، وهو عامل توصيل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بقوله “كلما أسرعنا في توصيل الطلبات، إلا وزادت أرباحنا”، مضيفا أن الوقت هو أثمن ما في هذا العمل.
وأشار هذا الشاب إلى أن عمال التوصيل يحصلون في بعض الأحيان على مكافأة نظير الالتزام بالمواعيد، وقد تتسبب التأخيرات المتكررة في عدم الاستفادة منها.
وأوضح “لذلك نبذل كل ما بوسعنا لتوصيل الطلبات في الوقت المحدد إلى الزبناء الذين نهتدي إلى عناوينهم باستعمال تطبيق (GPS)”.
فهل يعد ذلك مبررا لعدم احترام قواعد السير ؟ “لا على الإطلاق، فحرية الشخص تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين”، هكذا كان جواب سائق سيارة أجرة صغيرة، مؤكدا، بنبرة غاضبة، أن عمال التوصيل يقودون دراجاتهم بطريقة غير مسؤولة.
وأعرب هذا السائق المحترف الذي قال بفخر إنه بدأ مهنة السياقة “منذ 20 سنة”، عن الأسف الكبير للمشاكل المتكررة التي يتسبب فيها هؤلاء الشباب الذين يعرضون أحيانا حياتهم وحياة الآخرين للخطر.
من جانبها، تسهر المقاولات العاملة في مجال خدمة التوصيل إلى المنازل على تنويع خيارات الشراء والتسليم، على اعتبار أن هذه الخدمة تُفيد الكثير من الناس، لاسيما الموظفين !
وفي هذا الصدد، تقول إكرام، موظفة شابة، إنها لا تستطيع الاستغناء عن خدمة التوصيل إلى المنزل، معتبرة أن “عمال التوصيل يقومون بعمل رائع”، غير أنها انتقدت في المقابل بعضا من سلوكاتهم “الفظة” والمخاطر التي يتعرضون لها كل يوم بسبب القيادة “الخطرة”، وأحيانا “غير المسؤولة”.
لقد أدركت البشرية أن تحول نمط العيش هو سيد الموقف في الوقت الراهن. لذلك ستواصل شركات التوصيل للمنازل تقديم خدماتها وإرضاء زبنائها، لكن ذلك يجب أن يتم بالتأكيد في إطار احترام قانون السير !