المحجوب زضيضات / مشاهد بريس
في المغرب، تُعتبر ظاهرة “باك صاحبي” مثالًا واضحًا على المحسوبية التي تؤثر سلباً على فرص الشباب المؤهلين في الحصول على فرص عمل أو المشاركة في الحياة السياسية. على سبيل المثال، يُلاحظ أن العديد من الشباب الذين يتمتعون بشهادات عليا وخبرات عملية يُمنعون من الحصول على وظائف في القطاع العام أو حتى المشاركة في منظمات شبابية بسبب العلاقات الشخصية أو الواسطة، مما يخلق شعورًا بالإحباط بينهم.
هذا الشعور بالإحباط يساهم في تغيير أولويات الشباب، حيث ينجذب الكثير منهم نحو الثقافة السطحية والترفيهية بدلاً من الانخراط في الأنشطة السياسية والاجتماعية الجادة. يميل بعضهم إلى الانخراط في مجموعات غير منظمة أو تظاهرات تحدث لأسباب غير سياسية، كنوع من الهروب من الواقع أو التعبير عن السخط.
من جهة أخرى، تلعب القيادة السياسية دورًا حاسمًا في تشكيل تصورات الشباب نحو العمل السياسي. فعندما يرون أن الأشخاص غير المؤهلين يتولون المناصب بسبب علاقاتهم وليس كفاءتهم، ينشأ لديهم إحساس بعدم جدوى المشاركة السياسية. على سبيل المثال، يمكن أن تُظهر نتائج الانتخابات المحلية كيف أن بعض الشباب يختارون عدم التصويت أو الانخراط في العملية الانتخابية، لأنهم يعتبرون أن العملية كلها محكومة بالمساومات والمكاسب الشخصية.
في هذا السياق، تستلزم هذه الظواهر من المجتمع المدني والقيادات السياسية التفكير الجاد في كيفية تمكين الشباب، من خلال إدماجهم في صنع القرار، وتوفير الفرص لهم للتعبير عن آرائهم، وخلق بيئة تعزز من الكفاءة والجدارة بدلاً من المحسوبية. من خلال هذه الخطوات، يمكن للمجتمعات أن تتجاوز الفجوة بين الكفاءات والممارسات السياسية السائدة، مما يسهم في بناء مستقبل أكثر إشراقًا وعادلاً للشباب.
في النهاية، لا بد من الاعتراف بأن إهمال صوت الشباب وترك الأمور بيد المحسوبية قد يؤديان إلى تفاقم المشكلات ويُسهمان في خلق جيل محبط غير متفاعل مع قضاياه. لذا، فإن خلق بيئة داعمة ومشاركة فعالة سيعزز من مستوى الوعي والانخراط في العمل السياسي، مما يعود بالنفع على المجتمع ككل، ويحقق التنمية المستدامة التي يتطلع إليها الجميع.