الصورة من الأرشيف
سعيد بوفوس/مشاهد بريس
عادت ظاهرة الترامي على الملك العمومي، خصوصا بالشوارع، لتضرب بقوة مدينة أيت ملول التي تعيش منذ أسابيع على وقع استباحة كل المساحات العمومية من قبل عدد من الباعة المتجولين وحتى أصحاب المحلات التجارية الكبيرة ووسط المدينة.
ويتواصل التطاول بقوة ودون وجه حق على الملك العمومي بمدينة ايت ملول، حتى أصبحت أحياء بأكملها تعيش وقع الاحتلال بالقوة أمام تقاعس السلطات في تنفيذ حملات لتحرير الملك العمومي، كما هو الشأن بالنسبة لمنطقة أزرو بنفس المدينة ، التي أغلقت فيهما أزقة وشوارع، وهو ذات الأمر الذي تعيشه دار الحي بشارع اسايس .
استغلال ممنهج وبشع
تفاصيل ظاهرة احتلال الملك العمومي بعدد من أحياء ازرو بايت ملول في الآونة الأخيرة، وبدأ الأمر وكأنه إنزال ممنهج منذ بداية شهر أكتوبر الماضي، حيث عاد عدد من الباعة المتجولون كما التجار وكذا أصحاب المقاهي الشعبية إلى إحتلال الأرصفة والممرات، ولم يقف الحد عند هذا الأمر بل أضحى ممنوعا مرور السيارات والساكنة من بعض الأزقة كما هو الشأن بالنسبة لحي ازرو وأرض الدولة والخواص، وقرب مدرسة عمومية ، وكذا حي عدي .
ولم تتوقف عمليات احتلال الملك العمومي والأرصفة مقتصرة على نشاط الباعة المتجولون فقط، بل أصبح عدد من التجار بهذه الأحياء يساهمون في احتلال الشوارع والأزقة والأرصفة كما الشأن بالنسبة للشارع الرئيسي المؤدي إلى تارودانت، حيث استغل هؤلاء فوضى البيع لعرض سلعهم وتجارتهم فوق الممرات العمومية وأمام بوابات العمارات السكنية، كونهم ، حسب مصادرنا، لا يكترثون بأي سلطة رادعة، ويقومون باحتلال شوارع وطرق وأرصفة، لمزاولة تجارتهم أو توسيع مساحة اشتغالهم..
أزقة وأحياء مغلقة
لطالما صادقت الجماعة الترابية لايت ملول وكذا عدد من الملحقات الإدارية على مقرر يرمي إلى تقنين عملية احتلال الملك العام بنسبة محدودة مؤدى عنها، وعدم تجاوزها تحت طائلة التعرض لعقوبة، غير أن الجهود والمقررات تبقى غير كافية لإيواء الباعة الجائلين في أسواق نموذجية، وهي أسواق تحولت إلى خراب وإلى مرتع لشتى أنواع الجرائم وترويج الممنوعات بحي أزرو والنمودج يوجد وراء المركز الصحي بازرو.
وتحول موضوع التعدي على الملك العمومي بمدينة ايت ملول، والذي لم يعرف أي تراجع يذكر منذ أسابيع، إلى مشكلة حقيقية تعاني منه الساكنة على الخصوص، خصوصا القاطنين بالقرب من دار الحي، وكذا بالقرب من الشارع الرئيسي ، حيث تحولت أحياء إلى فضاءات ممنوع المرور منها بسبب احتلالها من قبل باعة الخضر والفواكه وباعة الأسماك بالتقسيط، وكل ذلك أمام مرأى السلطات المحلية وعناصر القوات المساعدة التي تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تدخل.
وبات مستحيلا أيضا على أصحاب السيارات القاطنين بهذه الأحياء ركن سياراتهم أو المرور من تلك الأزقة للتوجه الى مساكنهم بسبب الفوضى العارمة، كما تأثر من هذه المشاهد عدد من سائقي سيارات الأجرة الصغيرة الذين وجدوا مشاكل كبرى في المرور من وسط الأزقة برفقة زبنائهم نظرا للعرقلة التي يتعرضون لها كل يوم.
صورة قاتمة تزحف نحو المدينة
ليست وحدها الأحياء السالف ذكرها من تعاني بمدينة ايت ملول من ظاهرة الباعة المتجولين ومن الزحف على الملك العمومي، وإنما شوارع وأزقة تحولت لمناطق سوداء أخرى بوسط المدينة خصوصا بالشارع الرئيسي وكذا أمام المساجد التي تعرف ازدحامات متتالية اتناء أداء الصلوات الخمس ، وتحولت بدورها في الفترة الأخيرة إلى شبه سوق عشوائي تعرض فيها جميع المنتجات والسلع.
وقد أربكت هذه الظاهرة حركة السير بشكل كبير وفي شتى الأحياء القريبة من وسط حي اسايس وبالقرب من شارعها الرئيسي حتى منطقة حي عدي ، لا تنتهي مشاكل الباعة المتجولين الذين يفترشون الأرصفة بالقوة، دون أي اكتراث للسلطات المحلية التي عجزت في المدة الأخيرة عن تحريك عمليات تحرير احتلال الملك العمومي، والتعامل بصرامة مع الباعة المتجولين والتجار وأصحاب المقاهي الذي يتجاوزون الحدود المسموح بها ويلتهمون المساحات المخصصة للراجلين في جل أنحاء مدينة ايت ملول واحياءها الهامشية
…دون الحديث على أصحاب النفود والقرابة ….