شعيب خميس/مشاهد بريس
في خطوة تعكس التزامه الدائم بتحسين حياة الفئات الهشة، باشا مدينة سطات، زيارة إنسانية متميزة إلى دار المسنين بالمدينة، رافقه خلالها رؤساء الدوائر المحلية وأعوان السلطة وممثلو المجتمع المدني. جاءت الزيارة ضمن حملة شتوية شاملة تضمنت توزيع الملابس الدافئة والمواد الأساسية، إلى جانب أنشطة ترفيهية أدخلت البهجة على نزلاء الدار.
من العطاء المادي إلى الدعم المعنوي
سلَّم الباشا ومرافقوه أكثر من 200 قطعة ملابس وبطاطين مُعدة خصيصًا لتحمل برد الشتاء القارس، وذلك بالتنسيق مع جمعيات محلية وفاعلين خيريين. هذه الخطوة تأتي امتدادًا لمبادرات سابقة مثل مبادرة “شتاء دافئ” التي نفذتها وزارة الداخلية في مصر لدعم الأسر المحتاجة.
لم تقتصر الزيارة على التبرعات المادية، بل شملت تنظيم وجبة جماعية اختار نزلاء الدار طبق “الكسكس” التقليدي، بالإضافة إلى ورش نقش الحناء للسيدات وجلسات حلاقة للرجال، مما أعاد إحياء الروح الاجتماعية بين المسنين.
تفقد الباشا غرف الإيواء واستمع لاحتياجات المسنين، مؤكدًا على ضرورة توفير الرعاية الصحية والنفسية المستمرة، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة.
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كخلفية
تُعد هذه الزيارة جزءًا من استراتيجية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تهدف إلى محاربة الهشاشة الاجتماعية في سطات، حيث يُعتبر مركز المسنين أحد المشاريع الرائدة التي توفر الإيواء والتطبيب والأنشطة الترفيهية لهذه الفئة. كما تأتي المبادرة تماشيًا مع توجيهات عامل إقليم سطات، الذي سبق أن أشرف على لقاءات توعوية حول الصحة العامة، مثل مكافحة انتشار الحصبة.
امتنان وتأكيد على الاستمرارية
عبَّر نزلاء الدار عن سعادتهم بالزيارة، واصفين إياها بـ”نسمة دفء في عز الشتاء”، فيما أشادت إدارة الدار بتعاون السلطات المحلية في تلبية الاحتياجات الطارئة. من جهته، أكد الباشا أن مثل هذه المبادرات “ليست حدثًا عابرًا، بل التزام دائم بكرامة الإنسان”، معلنًا عن خطة لتكرار الزيارات وتوسيعها لتشمل دورًا أخرى في الإقليم.
رسالة إنسانية تتجاوز الحدود
لا تُختزل زيارة باشا سطات في توزيع الهدايا، بل هي رسالة تُذكِّر بأهمية التكافل الاجتماعي في الإسلام، حيث تُشجع مثل هذه الأعمال على زيارة المسنين وتلمس احتياجاتهم، كما أوصت الفتوى الشرعية على موقع “إسلام ويب”. بهذه الخطوة، تؤكد سطات مرة أخرى أنها مدينة لا تُبنى بالحجر فقط، بل بالإنسانية التي تلامس قلوب الأجيال.
