مشاهد بريس
يعيش وزير العدل البلجيكي فنسنت فان كويكنبورن أياما عصيبة داخل بلده أمام التهديدات المتواترة للمافيا المغربية، إذ اضطرته مخاطر اختطافه وأذى عائلته إلى الحيطة في مختلف تنقلاته لتأدية مهامه الوزارية.
وخصصت الشرطة الفيدرالية البلجيكية فرقا لحراسة وزير العدل، بعد أول ظهور له يوم الخميس الماضي في مهمة برلمانية، وفق ما نقلته يومية “لوموند”، كما خصصت له إقامة آمنة لتفادي أي هفوة قد تسمح لأعضاء المافيا بالوصول إلى الوزير.
وبالنسبة للسلطات البلجيكية فالتهديدات واضحة المصدر، وتأتي من عصابة مستقرة بهولندا يرأسها أعضاء مغاربة، وقد تمكنت بالفعل من إلقاء القبض على أربعة من المتهمين في انتظار إصدار الأحكام وإثبات المنسوب إليهم.
ويتعلق الأمر بعصابة “موكرو مافيا”، التي يتزعمها أعضاء من أصول مغربية، من بينهم رضوان التاغي، واستهدفت في وقت سابق الأميرة كاترينا أماليا، ولية عهد هولندا؛ ثم نجا وزير العدل البلجيكي من محاولة اختطاف كان يقودها أفراد من العصابة نفسها.
وبحسب الصحيفة الفلامانية “هيت لاتستي نيوز” (Het Laatste Nieuws) فقد عُثر على أسلحة نارية داخل مركبة مسجلة في هولندا؛ تم رصدها أمام منزل الوزير ضواحي كورتري شمال غرب بلجيكا.
ولفت المصدر ذاته الانتباه إلى أن النيابة نفسها “أُبلغت خلال الأسبوع الماضي بتهديد محتمل يطال وزير العدل”، مشيرة إلى أن تحقيقًا “أشار بسرعة إلى وجوب أخذ هذا التهديد على محمل الجد”.
وشُددت الحراسة حول الوزير المعني، وتقرر التراجع عن مشاركته في بعض الأنشطة المقررة خلال الأيام المقبلة؛ بينما لم تكشف النيابة العامة عن أي تفصيل إضافي بشأن التحقيق.
ويعتبر رضوان التاغي، الذي ينحدرُ من نواحي شفشاون، والمشهور بـ”ملك الموت”، زعيم هذه العصابة المتورطة في الاتجار الدولي بالمخدرات الصلبة، خاصة الكوكايين والهيروين، والمعروفة في هولندا وأوروبا؛ وهو المحرّض الحقيقي على جريمة مقهى “لاكريم” بقلب مراكش، وله ارتباطات قوية بجماعات مسلحة معروفة في الاتجار الدولي بالمخدرات، ومتابع بجرائم قتل عديدة وتهريب وتبييض أموال.
وكانت السلطات الهولندية أصدرت مذكرة بحث دولية في حق المدعو رضوان التاغي، المحرض على جريمة مقهى “لاكريم”، وعممت صورة له إلى جانب صديقه “س.ر”، مخصصة مكافأة مادية تبلغ قيمتها 25 ألف أورو لمن يدلي بمعلومات تساعد على توقيفهما، قبل أن يسقط في دبي.