مشاهد بريس
جعلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خلال مرحلتها الثالثة، بشكل خاص، قضية التعليم الأولي مناط تدخلاتها، حيث خصصت برامج ومشاريع لحث الأطفال على الدراسة، وترغيبهم في حجراتها منذ سنواتهم الأولى.
وتكثف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لهذا الغرض، من إسهامها الرامي إلى تعميم التعليم الأولي بإقليم شيشاوة، لاسيما في العالم القروي، ولا أدل على ذلك سوى فضاء التعليم الأولي الذي يوطن أعالي جبال الأطلس الكبير، ويتخذ من دوار التيكخت التابع لجماعة أداسيل موطنا لإشاعة هذا النمط من التعليم الذي يهتم بالأطفال، ويعمل على تلقنيهم الأبجديات البيداغوجية المعينة على الارتقاء بمداركهم.
وتهدف تدخلات هذا الورش الملكي الضخم، في هذا الاتجاه، إلى استمرارية العرض المدرسي بالمناطق القروية والنائية، من أجل تجويد التعليم الأولي، وتعزيز الوعي بأهميته في تنشئة الأطفال، خاصة الفتيات.
وأفادت مربية التعليم الأولي بدوار التيكخت التابع لجماعة أداسيل، فاطمة أوشن، بأن عدد الأطفال المستفيدين من هذا النمط من التعليم بهذه الوحدة، يبلغ 12 طفلا (7 فتيات و 5 فتيان)، متوقعة أن يرتفع هذا العدد مستقبلا.
ونوهت السيدة أوشن، في تصريح لقناة (M24) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، بجهود المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والشراكات التي تبرمها في هذا الباب، على غرار الشراكة التي تجمعها مع (مؤسسة زاكورة للتربية)، من أجل النهوض بالتعليم الأولي، لاسيما بالعالم القروي.
واستعرضت جملة من الأنشطة التي تستهدف الأطفال، من قبيل ورشة التلوين، وأخرى تتعلق بالألعاب الترفيهية المساعدة على تنمية الطفل.
أما الفاعل الجمعوي، محمد بن باديس، فثمن، في تصريح مماثل، تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تستهدف الأطفال، معربا عن ارتياحه لرؤية مشاريع من هذا القبيل ترى النور بالعالم القروي على صعيد إقليم شيشاوة.
كما ثمن السيد بن باديس الجهود التي تبذلها السلطات لإحاطة هذا المشروع بكل سبل النجاح، حتى يثمر النتائج المرجوة منه على أكمل وجه، داعيا الآباء إلى تسجيل أبنائهم بوحدات التعليم الأولي، التي يجري تدشينها دوريا بالإقليم، لكي يستفيدوا من مختلف الخدمات التي يوفرها.
من جانبه، قال الحسن أوعلا، النائب الأول لرئيس جماعة أداسيل، إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أولت العناية الفائقة للعالم القروي، من أجل تدارك الخصاص الذي يعرفه في مجال البنيات التحتية الأساسية، لاسيما تلك الموجهة إلى التربية والتعليم.
وبحسب معطيات لقسم العمل الاجتماعي بإقليم شيشاوة، فقد أشرت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، في ما يتصل بالتعليم الأولي، على تخصيص مبلغ 45.3 مليون درهم، توزع بين البناء والتأهيل، عبر برمجة إحداث 147 وحدة للتعليم الأولي برسم سنوات 2019 و 2020 و 2021، بمبلغ إجمالي ناهز31 مليون درهم، والتجهيز والتسيير، وتتجلى في 77 وحدة مفتوحة في وجه الأطفال، وكذا إبرام اتفاقيات شراكة لتسييرها مع مؤسسة زاكورة للتربية، لمدة سنتين، بمبلغ إجمالي ناهز 14.3 مليون درهم.
كما أشرت اللجنة على برمجة عدد من الوحدات يبلغ عددها 70 وحدة، والتي توجد في طور الإنجاز، فيما تجري الدراسات لبناء 43 وحدة للتعليم الأولي مبرمجة برسم سنة 2022 – 2023.
ويبلغ عدد الأطفال المستفيدين من هذه الوحدات، خلال الموسم الدراسي الحالي (2021-2022)، حوالي 1344 طفلا.
ويحظى محور دعم مرحلة التعليم الأولي بالمناطق القروية، في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بالأولوية لغرض النهوض بتطوير الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة.
ويركز البرنامج الثالث من المبادرة، المخصص لتعزيز الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، على مواكبة الأفراد منذ الطفولة، ويولي أهمية كبيرة لتأثيرات مرحلة التعليم الأولي، لاسيما في محاربة الهدر المدرسي والولوج إلى المدارس الابتدائية وتحسين المسار التعليمي بشكل عام.
ويعد التعليم الأولي مرحلة أساسية بالنسبة لتطوير الفرد، وتعزيز نموه الاجتماعي والمعرفي والإدراكي، وكذا نموه الجسدي والنفسي.